كيف ساهم المثقف في صعود الإسلاميين؟

Print Friendly, PDF & Email

unknown-1

بقلم الاستاذ الباحث في الشؤون الامازيغية : .. عمر افضن.

استمرارا منا في قراءة حيثيات صعود حزب العدالة والتنمية إلى المرتبة الأولى في الإنتخابات التشريعية لسابع

أكتوبر الماضي ، كان ولابد من التذكير بمساهمة بعض من المثقفين المخزنيين في الدعاية العكسية لهذا الحزب ، وهو ما أثر على النتيجة فيما بعد ، وزاد من شعبية تنظيم حزب العدالة والتنمية، وحتى نوضح بعض اللحظات التي حضر فيها خطاب المتقفين والساسة المخزنيين نذكر:

أولا : الدعاية لما يسمى بالحل الثالث ، والذي كان يقصد به تحالف اليسار الاشتراكي، وفي العمق ليس إلا بقايا أحزاب العروبة بالمغرب ، ومازالت تؤمن بانتماءها العربي وتجهر به علانية ، ولعل هذا التحالف العجيب الذي تم الترويج له”، عندما أقدمت ابنت القناص و بالجزائر سابقا نبيلة منيب ،الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد ، للذهاب إلى السويد للترافع عن قضية الصحراء، وبعد عودتها أصبحت رهن إشارة الإعلام المخزني بشكل غير مسبوق ، وهي إشارة إلى ما كان يخطط للمرأة الجميلة كما توصف..ولم تكن نبيلة تفارق الأب الروحي بن سعيد آيت ايدر، الدي وشحه الملك بوسام تقدير، وهو الذي قال عن المشاركة في الإنتخابات أتها فرصة لاتعوض في عهد الملك محمد السادس، وتأسف عن واقع عهد الراحل الملك الحسن الثاني في تأنيب من الضمير..طبعا ليس الوحيد الذي حصل على الوسام الملكي ،ومن الوجوه اليسارية المعروفة نجد عبد الرحمان اليوسفي، الذي ارتبط إسمه بحكومة التبادل ، أو التوافق كما يسميها أنصاره. ..هذه اللعبة المثيرة وفي ظرف وجيز قبل الإنتخابات التشريعية ، طرحت استفهامات … هل تكريم هؤلاء يراد منه إنهاء حكاية اليسار القومي بالمغرب؟ خاصة وأن المشرف على تجميع مناضليها هو حزب الأصالة والمعاصرة !!، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون أطروحة جديدة قد تعصف بما يخطط له البام ، خاصة وأن رفاق الياس العماري من المشرفين على هيئة الإنصاف والمصالحة لم يوفي المخزن بوعوده لهم ، خاصة في الاستوزار…الأمر الذي جعل البعض ينظر إلى هذا الحزب فقط من وجهة نظر أحادية يخص مناضلين يسارين من توجه معين ، في حين ظهر تحالف اليسارالاشتراكي بمعية ضحايا آخرين ، لكن من طينة أخرى …، ومنهم الضابط المرزوقي المعتقل السابق في تازمامرت الذي ساند التحالف… فكان خطاب هذا التوجه مند الوهلة الأولى يسعى إلى محاربة البام، عوض حزب العدالة والتنمية ، ولأن مايسمونه بمائة شخصية ،طبعا مخزنية ،وقعت على مساندة تيار نبيلة منيب ، ومنهم متقفين ، كانوا إلى يوم قريب يسخرون لمواجهة الحزب الحاكم ،مما يعني أن رفاق منيب يهمهم إزالة البام عوض مواجهة العدالة والتنمية، وفي هذا الصدد قام تحالف نبيلة منيب بتغطية جل المناطق المغربية في سابقة من نوعها، فكانت النتيجة مخيبة للآمال، ففشلت نبيلة منيب في الصعود إلى قبة البرلمان، فكانت هزيمة ليس لتجمع العروبيين في تحالف اليسار، إنما هي هزيمة لمتقفي المخزن، إعلانا بموت المثقف العضوي…الهزيمة التي زادت من مكانة خطاب حزب الإسلاميين. …

ثانيا: في أغلب الأوقات ولمواجهة الإسلاميين، يعتمد حزب الأصالة والمعاصرة غالبا ،على تحريك تنظير الاستاد عصيد ، وغوغائية إدريس لشكر، في مواجهة الطرف الآخر،المكون من فريق أبو النعيم صاحب اللحية الحمراء ،ومنظر فتاوي التكفير بمراكش، أو الفزازي السلفي الذي صلى بالملك محمد السادس في طنجة إماما عليهم…ولأن هذه الثنائية تستمد أسسها من توجيه المخزن، وخلق عدو مفترض يراد منه تاسيسا للقطبية الحزبية لاغير بين البام والبيجدي..غير أن عملية دخول الحداثي في الدعاية للمشاركة المكثفة في انتخابات سابع اكتوبر، أفضى إلى نتيجة عكسية واستحضر المصوت المتدين أقوال عصيد ومقالاته في التصويت ضد الأصالة والمعاصرة، كما قاطع العملية الإنتخابية أنصاره من الحداثيين ، ليتبين فيما بعد أن المثقف مثل عصيد لايمتلك في اختباره هذا سوى على الآلاف من اللايكات عبر منتدى العالم الافتراضي ، الفضاء الازرق( الفايس بوك)..

ثالثا: ظهور منظر الخيار الثالث الناطق الرسمي باسم القصر سابقا حسن اوريد، في كتاباته يمجد تحالف اليسار ، ويعتبره خيارا جديدا للعمل السياسي، كما تخلى عن خيار خطابه الأمازيغي، وهو الدي طالما سبق أن نظم عدة لقاءات في ربوع المغرب واعتباره بديلا،كما كان حاضرا في تظاهرة للتنديد بمقتل عمر ازم بمراكش شهيد الحركة الأمازيغية بموقع مور نواكش..والمعروف عن السيد اوريد هو أول المبادرين لانتقاد حزب الأصالة والمعاصرة ، ولايستبعد أن تكون نظرية الخيار الثالث، إنما أريد لها منافسة حزب البام، وهو ما أدركه من قبل فؤاد علي الهمة ،عندما جالس محمد الساسي في الدار البيضاء لاقناعه بالمشاركة في دائرة المحيط ، وفشل كما فشلت منيب في لعبة أرادها المخزن أن تكون كما يريد … مجملا، أن موقعي وثيقة دعم تحالف اليسار الاشتراكي وفشلهم في إقناع الشعب في صعود نبيلة منيب إلى قبة البرلمان ، إنما بفشلهم هذا يعلنون بوفاة المتقف العضوي بالمغرب، وأن عملية مساندة هذا التوجه العروبي بهذا الفعل يكشف عن ضعف التأثير المركزي ومثقفي البرج العالي، بل غياب المثقف القريب من هموم الشعب واحتياجاته بل تجاهل خصوصياته… في حين ينطبق المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد ” على نبيلة منيب ،عند زيارتها للسويد ، فاشتهرت لتجاوبها مع الساسة السويديين، ففشلت في الإنتخابات، لكن المخزن بحنكته أوجد بديلا لها من نساء عينهم الملك محمد السادس سفيرات إلى الدول الاسكندافية.

شارك المقال
  • تم النسخ