المجهر 24 :بقلم / ابراهيم أبهوش.
زيارة المبعوت الأممي للصحراء هورست كولر قبل أسبوع لمخيمات تندوف والأقاليم الجنوبية ، وقفت على حقائق نزاع الصحراء ٬حيث قارب من زوايا أخرى مخالفة لتوجهات أسلافه ، أهمية التعجيل بايجاد حل سياسي يعكس إرادة اغلبية الصحراويين والمنتطم الدولي ، بعد سلسلة من اللقاءات ،عقدها مع أغلبية الصحراويين المتشبتين بمغربية الصحراء والموالين للبوليساريو من انفصاليي الداخل ،كما التقى الاقلية من الصحراويين بمخيمات تندوف الدين ترعاهم الجارة الشقيقة الجزائر ضدا على وحدة المغرب واستقراره وتقدمه وازدهاره .
لقاءات كولرعرت عن واقع البؤس والحرمان الدي تعيش فيه ساكنة مخيمات تندوف ، ووقفت على حقائق تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن البوليساريو أصبحت تلعب بآخر أوراقها في القضية ، وإن كان وأنها حاولت في مناسبات عدة إعادة خلط الاوراق ، لكسب التعاطف الدولي والشعبي للمحتجزين ، على أمل محاولة اعادة بناء الثقة بين القيادة والصحراويين بتندوف بعد أزمة الكركرات لمرتين ومحاولة تغيير معالم المنطقة العازلة، ماوراء الجدار الأمني بدعوى أهمية اعمار ماتسميه بالاراضي المحررة ، بعد فشلها في فرض الملف الحقوقي الدي راهنت عليه مند سنوات بتصدي الأمم المتحدة …
المبعوث الخاص للأمين العام للصحراء هورست كولر وقف على آخر اوراق البوليساريو ، وهي تتساقط تباعا، بعد أن كشف عنها واقع الحال من خلال ما سمعه ممن التقاهم من كلا الجانبين ورآه بأم عينه ، من بون شاسع بين ما تعيش ساكنة الاقاليم الجنوبية ومايعيشه المحتجزون بتندوف ، حيث قال كولر لأحد مجالسيه ، في مايشبه التلميح إلى حجم المعاناة التي يعيشها المحتجزون بالمخيمات …على مائدة حفل العشاء الذي أقامه على شرفه عمدة العيون حمدي ولد الرشيد ، بالقول : هذا عشاء فاخر على مائدتكم ، وهو ما لايتوفر للصحراويين بتندوف، إنهم لايجدون مايسدون به رمقهم !!
شيوخ وأعيان ومنتخبون عبرو للمبعوت الأممي عن ايمانهم العميق بضرورة التعجيل بايجاد حل نهائى في أقرب الآجال في اطار مقترح الحكم الذااتي ، تحت السيادة المغربية باعتباره حلا سياسيا يحظى باشادة دولية ، ذلك ماعبر عنه عمدة العيون حمدي ولد الرشيد ، من جانبه أكد رئيس الجهة حمدي ولد ابراهيم ولد الرشيد على أن أغلبية الصحراويين انتخبوهم بشكل ديموقراطي ويسيرون شؤونهم المحلية والجهوية بأنفسهم ، وبالتالي فان ساكنة هذه الاقاليم لن تجد بديلا عن الحكم الذاتي الذي سيضمن كرامة كل الصحراويين .
ولم يفت الصالحي ابراهيم أحد شيوخ تحديد الهوية ومن شباب المنطقة تذكير كولر بالقول : سيدي مر لحد الآن في نزاع الصحراء أزيد من خمسة مبعوتين أممين ودائما ننشد أهمية تحقيق تقدم على مسار المفاوضات وأمل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه للنزاع، وكما تعلمون سيدي ان أجدادنا بايعو الملك محمد الخامس وآباءنا بايعو الملك الحسن التاني ونحن كشباب بايعنا الملك محمد السادس ، والنزاع في اعتقادنا انتهى بعودة رئيس الجماعة الصحراوية الى المغرب وبايع الملك الراحل الحسن الثاني ، كما عاد الى المغرب مؤسس حزب البونس في عهد الاستعمار الاسباني للصحراء المغربية الى المغرب وبايع الحسن الثاني في اشارة الى رئيس الكوركاس حليهن ولد الرشيد.
وخاطب الصالحي كولو : هذا مالدينا قوله ، فماذا ستقول لنا سيدي ؟ السؤال فاجأ كولر حسب ماصرح به أحد الحاضرين ” للمجهر 24″ !!
كما لم يفت ممثلو المجتمع المدني التعبير عن مجموعة من الآراء، تهدف الى الرغبة القوية في حل للنزاع، وهو ما استحسنه كولر.
وكانت الفرصة مواتية للتداول والنقاش حول الاستخدام السليم للموارد الطبيعية للاقاليم الصحراوية، كموضوع أثاره من التقاهم كولر معربا عن تفاؤله إزاء انفتاح الأطراف على القيام بدور بناء بحثا عن حل النزاع، بما في ذلك من خلال بناء الثقة في ظل الانقسام السياسي.
انهى كولر زيارته للصحراء ، بالاطلاع على آراء كل الاطراف بما فيهم محمد سالم الشرقاوي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان العيون السمارة وعبر عن اعةابه بعمل اللجنتين بالعيون والداخلة، وعلى آراء المنتخبين والشيوخ والفاعلين المدنيين والحقوقيين وانفصاليي الداخل ، وخرج بخلاصة مفادها، أن الحاجة تستلزم التحلي بروح جديدة من الواقعية والتسوية، وأن مثل هذا الحل سيزيل العقبات الماثلة أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومنه خلق فرص النمو والتطور، لتبقى تساؤلات ساكنة الاقاليم الجنوبية لكوليرعلى أمل ايجاد حلول لها بعد أن ظلت معلقة بدون اةابة من طرف مبعوتين أممين سابقين كما قال الشاب الشيخ الصالحي !!