المجهر24|
نوه الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، بمناسبة حضور السيد محمد بنعبد القادر وزير العدل اليوم الثلاثاء 21يوليوز الجاري، لتقديم حصيلة عمل وزارته في تعزيز منظومة العدالة بالمغرب، والمساهمة في توفير كل الإمكانات ،التي من شأنها المساهمة في استقلالية القضاء ورئاسة النيابة العامة، منوها بالجهود الكبرى التي بذلها وزراء العدل السابقون من أجل تأسيس لجسور شراكة حقيقية بين السلطتين التنفيذية والقضائية،وفيما يلي نص كلمة السيد مصطفى فارس الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية:
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أهله وصحبه أجمعين؛
معالي وزير العدل المحترم،
اسمحوا لي أن أعرب لكم في مستهل هذا اللقاء عن سعادتي واعتزازي بتواجدكم معنا اليوم برحاب هذه المؤسسة العتيدة المجلس الأعلى للسلطة القضائية.
سعادة بتواجد شخص من طينتكم نكن له كل التقدير والاعتبار بالنظر لكريم الخصال و أصالة القيم والمناقب التي ما فتئتم تعبرون عنها في مختلف المحطات والمناسبات والمواقف.
واعتزاز نابع من رمزية مبادرتكم التي تحمل أبعادا دستورية وتنظيمية عميقة تجسد معاني التعاون والشراكة و التواصل والانفتاح في سياق مسار إصلاحي كبير يقوده جلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية بكل جرأة وحكمة وتبصر.
فمرحبا بكم معالي الوزير بين هذه الثلة الخيرة والنخبة المتميزة التي نالت الثقة المولوية الغالية وتحملت أمانة تاريخية عظمى وهي شرف التأسيس وبناء قواعد ثابتة لسلطة قضائية مستقلة ناجعة وفعالة.
السيد وزير العدل
السادة أعضاء المجلس المحترمين،
يوم فاتح يوليوز الجاري احتفلنا جميعا بحدث وطني ذي رمزية كبرى وهو الذكرى التاسعة للاستفتاء على دستور المملكة.
وثيقة تعد من الأجيال المتقدمة للدساتير عبر العالم أسست لهندسة جديدة للسلطة القضائية بتركيبة متنوعة متميزة واختصاصات وصلاحيات متعددة وروح حقوقية عميقة كاستجابة طبيعية للتراكمات الإصلاحية الهامة التي عرفتها بلادنا في مجال العدالة على امتداد سنوات عدة .
واليوم لابد للأمانة وللتاريخ أن ننوه بالجهود الكبرى التي بذلها السادة وزراء العدل السابقون الذين ساهموا معنا جنبا إلى جنب بكل وطنية من اجل تأسيس جسور شراكة حقيقية بين السلطتين في جو من الاحترام والحوار البناء، والانخراط التام من اجل بناء تقاليد وممارسات فضلى ووضع آليات ناجعة تكون حصنا لهذا الاستقلال في مواجهة كل التحديات و الإكراهات.
استقلال بمضامين الفصل والتوازن والتعاون ومعاني المسؤولية والمحاسبة والقرب والالتزام وخدمة المرتفقين.
وهو ما نواصل اليوم تكريسه من خلال هذا اللقاء الهام ذي الأبعاد والتجليات المتعددة.
معالي الوزير
الحضور الأفاضل،
حالة الطوارئ التي نعيش تحت وقعها، شكلت فرصة ملائمة لنعبر جميعا كسلط ومؤسسات عن استمرارية انخراطنا في دينامية التعاون من أجل مواجهة كل إكراهات الوضع الصحي الاستثنائي الذي تعرفه الإنسانية بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وما نتج عنه من تداعيات على مرفق العدالة.
محطة تاريخية استطعنا بفضل من الله أن نتجاوز كثيرا من عقباتها نتيجة وجود هذه الأرضية الصلبة المستندة على قيم الشراكة والتضامن والمبادرة، والتي خولتنا اتخاذ العديد من القرارات الهامة والتدابير الناجعة غير المسبوقة و أن نحقق حصيلة متميزة على مختلف المستويات.
لقد كنا أمام محطة وامتحان استثنائي صعب، برهانات متعددة، مما ألزمنا كثيرا من التنسيق وتوحيد الجهود والحوار الدائم من اجل ضمان استمرارية أداء مسؤولياتنا وواجباتنا الدستورية والقانونية والحقوقية والإنسانية بموازاة مع ضمان تفعيل كل التدابير الوقائية والاحترازية التي تحفظ صحة وسلامة الجميع.
ولي اليقين أن التحديات المستقبلية للعدالة سواء وطنيا أو دوليا لن نتمكن من مواجهاتها إلا بتقيدنا جميعا بنفس الرؤية والمقاربة الإستراتجية وبنفس روح الشراكة والتعاون واحترام الأسس والركائز بعيدا عن أي منطق غير المصلحة الفضلى للوطن.
معالي الوزير المحترم،
لكم كل عبارات الترحيب والسعادة بتشريفكم لنا بالحضور معبرا لكم عن استعدادنا المتواصل للانخراط المسؤول في كل المبادرات والمشاريع الجادة سائلا العلي القدير أن يرفع عن الإنسانية هذا الوباء وان يحفظ ملكنا المنصور بالله و يكلؤه بعينه التي لا تنام ويوفقنا في أداء مسؤولياتنا كما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.