المجهر24/مراكش|
قال مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بكلية الحقوق، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، السيد ادريس لكريني، أن الخطاب الملكي السامي، بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء المظفرة، يعد ترصيدا للمكتسبات المحققة في قضية الصحراء المغربية واستشرافا لمستقبل تنموي واعد لهذه المنطقة.
وأوضح الخبير الجامعي،أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس “استحضر المكتسبات التي تحققت للقضية الوطنية، مع تزايد اقتناع المجتمع الدولي بهشاشة المقاربات المتجاوزة للخصوم، وبضرورة التحلي بالواقعية والتوافق في التعاطي مع الملف كسبيل لإرساء الحل السياسي، مع التأكيد في هذا السياق على أهمية مشروع الحكم الذاتي كإطار يدعم بلورة حل واقعي ومستدام”.
وأضاف أن “ثمار الانضمام للاتحاد الإفريقي بدأت تبرز، من حيث قطع الطريق على مناورات الخصوم، وتوجه الاتحاد إلى اعتماد مقاربة تدعم جهود الأمم المتحدة باعتبارها المعنية الرئيسة بتدبير الملف، إضافة إلى إقبال عدد من بلدان العالم على فتح قنصليات بمدينتي العيون والداخلة”.
وأبرز أن هذا التطور “يعكس الثقة في الطرح المغربي، وفي مناخ الأمن والاستقرار الذي يعم هذه الأقاليم، حيث بلغ عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي 163 دولة عضوا في الأمم المتحدة، قامت العديد منها بإبرام شراكات مع المغرب دون استثناء أقاليمه الجنوبية”.
وتعبيرا على حسن النية في التعاطي مع الملف، يقول السيد لكريني، أبرز “الخطاب الملكي التزام المغرب على التعاون مع الأمم المتحدة في سياق احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كسبيل لإرساء حل دائم في إطار مشروع الحكم الذاتي”.
وأوضح أن هذه الخطوة “لن تؤثر على المملكة في ظل الاستفزازات التي يقوم بها الخصوم كسبيل للهروب للأمام، مع تعبير المغرب عن الثقة في جهود الأمم المتحدة والمينورسو في فرض احترام وقف إطلاق النار في المنطقة، واستعداده الكامل للتصدي بقوة وصرامة لكل التجاوزات الحاصلة في هذا الخصوص”.
وقال السيد لكريني “ولأن هذه الذكرى هي مناسبة لاستشراف المستقبل أيضا، فقد دعا جلالة الملك إلى تعبئة الجهود لجعل الأقاليم الجنوبية قاطرة للتنمية إقليميا وقاريا، مبرزا أن هذا الخيار سيدعم الدينامية التنموية بالمنطقة، ما يؤهل هذه الأقاليم بوابة مهمة لتعزيز الانفتاح على المحيط الإفريقي”.
وعلى صعيد آخر، أشار الجامعي إلى أن الخطاب الملكي توقف عند دروس المسيرة الخضراء، التي مثلت نموذجا في التعبئة والانضباط والتشبث بالحقوق، والوطنية الصادقة التي عكسها التجاوب الشعبي لاسترجاع الأقاليم الجنوبية بصورة سلمية وحضارية.
ويتعلق الأمر، حسب السيد لكريني، بـ”مسيرة متجددة ومتواصلة لترسيخ مغربية الصحراء دوليا، حيث دعا جلالة الملك إلى جعلها قاطرة للتنمية وطنيا وقاريا، وإلى استحضار روحها وقيمها في مواصلة العمل المسؤول لتحقيق المكتسبات والمنجزات، وتعزيز مكانة المغرب الإقليمية والدولية”