المجهر24|| عبد اللطيف.ب
دراسة دولية وصفت بغير المسبوقة، تلك التي أنجزها مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤخرا حول الشباب المغربي المهاجر، بشراكة مع المعهد الدولي لاستطلاع الآراء (IPSOS)، تناولت مشكلة التمييز ضد المغاربة المقيمين بالخارج في بلدان إقامتهم، خلصت بمخرجات وأرقام ذات دلالات بليغة، تهم السكن والشغل والشعائر الدينية والتمييز .
وتناولت الدراسة، وجهات نظر،1433 شابا مغربيا، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة ، ويقيمون في ست دول أوروبية رئيسية للهجرة المغربية وهي: فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا. وتروم هذه الدراسة ، تعميق فهم آراء وتطلعات شباب الجالية المغربية وما يواجهونه من تحديات وما هو متاح لهم من فرص، كاشفة، أن غالبية الشباب المغاربة المقيمين بألمانيا مثلا، يجدون صعوبة بالغة في العثور على السكن بنسبة 69 بالمائة، أو الحصول على العمل بنسبة 60 بالمائة، أو ممارسة الشعائر الدينية بنسبة 58 بالمائة.
ويرى الشباب المغربي في بلجيكا، أنهم ضحايا التمييز في مجال البحث عن عمل بشكل أساسي بنسبة 65 في المائة، فضلا عن المشاكل المرتبطة بالعثور على السكن 50 في المائة.
ويجد أكثر من نصف الشباب المغربي في إسبانيا، صعوبة في العثور على فرص عمل بنسبة 59 في المائة، بينما يعاني 50 في المائة منهم من صعوبة في الحصول على سكن، وعلى مستوى الأجر بنسبة 35 في المائة.
وفي هولندا ، سجلت الدراسة أن الشباب المغاربة، يعتبرون أنفسهم ضحايا للتمييز أساسا عند البحث عن فرصة عمل بنسبة 83 في المائة، وممارسة الشعائر الدينية بنسبة57 في المائة.
وتظهر المؤشرات الرئيسية أن العديد من الشباب المغاربة المقيمين بإيطاليا يواجهون صعوبات في الحصول على قرض بنكي بنسبة 65 في المائة، وإيجاد سكن بنسبة 63 في المائة، والحصول على عمل بنسبة 57 في المائة.
وتشير الدراسة فيما يتعلق بالشباب المغربي المقيم بفرنسا، إلى أن غالبية هذه الفئة تواجه صعوبات في العثور على عمل بنسبة 67 قي المائة، أو على سكن بنسبة 63 في المائة، مشيرة إلى أنه علاوة على التمييز في التوظيف، يجد هؤلاء الشباب صعوبة أكثر من غيرهم من الشباب المغاربة في الحصول على قرض بنكي بنسبة 31 في المائة، أو ممارسة الشعائر الدينية بنسبة 41 في المائة.
ومن بين ال83 في المائة يواجه الشباب المغاربة المقيمون بهولندا، صعوبة في الحصول على فرصة عمل، وهي صعوبات تتعلق بظروف العمل بنسبة 37 في المائة، والوصول إلى مسؤوليات جديدة بنسبة 35 في المائة.
ويرى الشباب المغاربة المقيميون بأوروبا ، حسب الدراسة ، أنهم يجدون صعوبة في العثور على فرص شغل أو السكن أكثر من غيرهم من شباب البلد، حيث أبرز 64 بالمائة من الشباب أنهم واجهوا صعوبات في العثور على عمل،وقال 57 بالمائة منهم إنهم يجدون مشقة في الحصول على السكن، فيما يواجه 42 بالمائة إشكالات في ممارسة الشعائر الدينية.
وحسب مخرجات الاستطلاع شكل التمييز نسبة 54 في المائة في مجال العمل والعلاقة مع الزبناء، وصعوبة تقلد مسؤوليات جديدة بنسبة 45 في المائة،وهما عائقين رئيسيين في الحياة المهنية للشباب المغاربة بالمهجر،وظروف العمل بنسبة 31 في المائة،وكذا معدل الأجور بنسبة 30 في المائة، وهما مجالين للتمييز ضد المغاربة القاطنين بالخارج، ومن بين 65 في المائة من المغاربة يعتبرون أن من الصعب العثور على عمل في بلد ما ، تمثل فيه العلاقات مع الزبناء نسبة 40 في المائة من الصعوبات المثارة، وظروف العمل 30 في المائة، في حين يشكل الوصول إلى المسؤوليات الجديدة إحدى العقبات التي تعوق تطوير المسار المهني ل30 في المائة من هؤلاء الشباب.
وبخصوص الشباب المغاربة الذين يجدون صعوبة في العثور على عمل، يشكل الوصول إلى مسؤوليات جديدة نسبة 55 في المائة، والعلاقات مع الزبناء 41 في المائة، أكبر الصعوبات التي أبرزتها العينة المشمولة بالدارسة.
وبحسب الدراسة، فإن ظروف العمل بنسبة 62 في المائة ومعدل الأجور بنسبة 57 في المائة، يشكلان العقبتين الرئيسيتين في وجه الشباب المغاربة الباحثين عن فرص شغل.
وأظهرت أجوبة الشباب المغاربة الذين شملتهم الدراسة، فيما يتعلق بالولوج إلى العمل أوالعثورعلى السكن وحرية ممارسة الشعائر الدينية، أن الجالية المغربية غير متجانسة، إذ تتوزع إلى عدة جاليات تختلف باختلاف السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل بلد.