المجهر 24| عبداللطيف بيه| متابعة .
استنكر فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بشدة واقعة وفاة عاملين شابين وإصابة ثلاث عمال بجروح خطيرة يوم 13 فبراير الجاري داخل أحد مصاعد قصرالمؤتمرات الشهير الكائن بشارع محمد السادس بالحي الشتوي بمراكش .
وتابع فرع المنارة مراكش التابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه يقف على هول المأساة الناتجة عن غياب مقومات حفظ السلامة والصحة الخاصة بالعمال وإستهتار المشغل بأبسط حقوق الشغيلة وسلامتها في تواطؤ واضح للمسؤولين عن عالم الشغل والفندق مسجلًا الغياب الكلي للضمانات المتعلقة بالشغل ، وذلك لكون العاملين الذين فقدَا حقهما في الحياة ، وكذا المصابين ومن بينهم من يوجد في حالة صحية حرجة ، كانوا يعملون بدون عقود عمل وفي غياب كلي لضمانات المنصوص عليها في القانون ، ” كانوا عطاشة ” ودون حماية قانونية إذ يمارسون أشغالًا خطيرة في غياب تام لأدنى شروط وآليات وأدوات السلامة ، فضلا عن غياب لتأمين الصحي والتأمين ضد حوادث ومخاطر الشغل .

وأشار فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – مراكش المنارة ، أن مأساة تبديل جثماني الضحيتين أثناء تسليمهما لأسرهما لإتمام عملية الدفن تنضاف إلى الإنتهاكات المتعلقة بالإتجار في الطبقة العاملة وإستغلالها بأبشع الطرق وإستبعادها ، إذ لاحظت أسرة أحد الضحايا أن الجثمان الذي تسلمته ليس لإبنها ، في الوقت الذي كانت فيه أسرة الفقيد الآخر قد أنهت عملية الدفن .
وجدد الفرع المشار إليه طليعته تعازيه لأسرتي الضحيتين وتضامنه معهما ومع باقي المصابين مدينًا من جهته ما سماه ب” تواطؤ الجهات المسؤولة عن إعمال الحق في الشغل مع المشغلين وتقاعسها في عدم تقوية المراقبة والزجر في حالة عدم إحترام مداونة الشغل وكل القوانين الإجتماعية ، داعيا الجهات المسؤولة عن المركز الصحي الجماعي إلى توخي الحيطة والحذر والدقة المطلوبة لتفادي مثل هذا الحدث الذي تبقى اثاره النفسية والإجتماعية وخيمة على أسر الضحايا .
كما طالب في ذات السياق النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي لا يقتصر فقط على الحادث المؤدي للوفاة والإصابات ، بل ليطال إدارة قصر المؤتمرات والمشغل لإرتكابه أفعال خارجة القانون من قبيل ” تسليع الحق في الشغل ” وعدم إحترام مداونة الشغل مع التصدي الحازم للسمسرة في اليد العاملة ، محذرا من جهته من تنامي ظاهرة الإستغلال البشع العاملات والعمال والتستر او السماح بإنتهاك القانون وحقوق الشغيلة والتضحية بحقوقها .