المجهر24/ابن جرير|
أكد مدير مكتب نقل التكنولوجيات بجامعة محمد السادس والرئيس المشترك للندوة، السيد عبد العالي قصير، “أن المغرب يمتلك الاحتياطيات العالمية الأولى من الفوسفاط والمصدر الأول له. في مستقبل قريب، قد يصبح البلد الأول في مجال الإنتاج العلمي والابتكار”،وأضاف أن “البحث والتنمية يلعبان أدوارا هامة ومتزايدة في تنافسية المقاولات وتطوير الأمم. إنهما يوجدان في صلب خلق القيمة وتحقيق التنمية المستدامة”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، على الخصوص، بمشاركة السيد أحمد تيديان سواري، الوزير الأول السابق والمستشار الحالي لرئيس غينيا، الذي طور مؤهل إفريقيا في مجال الموارد المعدنية وآفاق تنمية الصناعة المعدنية في إفريقيا، وكذا السيد أحمد جبار، الوزير السابق للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر، الذي ذكر بالدور الذي لعبته المنطقة المغاربية في تطوير العلوم وأوج الحضارة الإسلامية، داعيا الشباب إلى حمل المشعل والاهتمام بالبحث والمسالك العلمية.
وشكلت هذه الندوة مناسبة للتأكيد على اهمية التعاون بين الصناعيين والعلماء والمهندسين من شتى بقاع العالم، بهدف تحديد الابتكارات الأكثر حداثة التي قد يكون لها الأثر المباشر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجالات وحماية البيئة.
وتميزت نسخة 2020 من أيام الفوسفاط بتنظيم لقاءين هامين حول “أيام الباحثين الشباب” و”الندوة الدولية حول الفوسفاط”.
وحول موضوع نقل التكنولوجيات، جمعت “أيام الباحثين الشباب” خلال يومين باحثين شباب (من سلك الدكتوراه)، وذلك قصد تعزيز معارفهم في مجال ريادة الأعمال ونقل التكنولوجيات بهدف النهوض وتثمين نتائج أبحاثهم، وتطبيقها في المجال الصناعي.
واستفاد العلماء الشباب في هذا الإطار، من دورات تكوينية موجهة لتحسين كفاءاتهم ضمن عرض واسع من المجالات المتعلقة بالابتكار وريادة الأعمال.
ودعي المشاركون، إثر ذلك، إلى تقديم نتائج البحث أمام لجنة من الخبراء، حيث ستستفيد أحسن البحوث من مواكبة لنقل التكنولوجيات وقابلية تصنيع النتائج.
وفي هذا الإطار، أوضح السيد قصير أن هذه اللقاءات مكنت من التقاسم والمناقشة والتعلم، ولكن أيضا النهوض بالابتكارات والاكتشافات الجديدة التي يحملها الشباب المغربي والأجنبي.
وقال “يتم في جامعة محمد السادس متعدد التخصصات التقنية بلورة مشاريع البحث بشكل تكون نتائجها قابلة للتنزيل في المجال الصناعي من أجل جعل المغرب وإفريقيا على وفاق مع الابتكار والتنمية التقنية”.
من جانبها، تضمنت “الندوة الدولية حول الفوسفاط”، باعتبارها مؤتمرا علميا متعدد التخصصات، على مدى ثلاثة أيام، برمجة غنية ومتنوعة من الندوات العامة والموضوعاتية وتواصل حول الرهانات الكبرى للبحث حول الفوسفاط وتطبيقاتها المرافقة.
وقدم علماء وخبراء مرموقين بالمناسبة، أحدث التقنيات في مجال التنقيب والاستغلال المنجمي، وهندسة نقل السوائل المعقدة في الكيمياء، وطرق والأجهزة المتقدمة، والبيئة المنجمية والاقتصاد الدائري، والبيوتكنولوجيا، والتخصيب والسلامة الغدائية، أو الرقمنة وتكنولوجيا “النانو” في الفلاحة.
وبالمغرب، على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث المؤهل الكبير للغطاء النباتي في تطوير خطة لتدبير الصحة النباتية للمخلفات الفوسفاطية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وأكد الباحث حمزة الزين من جامعة القاضي عياض بمراكش على أهمية بعض الأصناف النباتية المحلية باعتبارها أحد الحلول الناجعة لمعالجة إشكالية النفايات المنجمية.
يذكر أن أيام الفوسفاط، التي نظمت هذه السنة ضمن نسخة افتراضية، بين 13 و17 أكتوبر الجاري، جمعت 1445 باحثا ومهندسا من 25 بلدا، لتجعل بذلك جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية كمرجعية عالمية في مجال البحث حول الفوسفاط.
وأوصى المشاركون في النسخة الثانية من “أيام الفوسفاط”، المنظمة من طرف شبكة البحث في الفوسفاط (فوريسنت) بتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، على دور البحث والتنمية والابتكار، باعتبارها رافعة استراتيجية للتنمية في المجالات المتصلة بالفوسفاط ومكوناته وصناعته.