روبرت جوردزيجيك : أكبر ميناء إفريقي يجري تشييده في الداخلة وبنية تحتية قوية لمصانع الإنتاج المستقبلية واستراتيجية المملكة توفر فرصاً غير معروفة جيداً في بولونيا

المجهر24/ إبراهيم أبهوش |

خصصت صحيفة (innpoland) البولونية واسعة الانتشار، ومقرها بالعاصمة وارسو،حيزا كبيراً لتقديم نتائج وخلاصات البعثة الإقتصادية لمقاولات القطاع الخاص البولوني التي نظمت في الفترة من 12 إلى 19 شتنبر 2021 في الأقاليم الجنوبية للمغرب، إلى جانب تسليط الضوء على مناخ الأعمال وفرص الإستثمار التي تتيحها المملكة.
وأكد رئيس البعثة الإقتصادية البولونية، روبرت جوردزيجيك، في مقابلة مطولة نشرتها الصحيفة في عددها ليوم أمس الإثنين (4 أكتوبر2021)، أن “قطباً إقتصادياً ضخماً آخذ في الظهور في جنوب المغرب (…) أكبر ميناء إفريقي يجري تشييده في مدينة الداخلة، ومواصلة بناء بنية تحتية قوية لمصانع الإنتاج المستقبلية”.
“لا أخشى أن أقول إنه في غضون عشرات السنين قد يكون هناك مركز إقتصادي مثل دبي أو هونغ كونغ أو سنغافورة. وفي المغرب، يمكن للشركات البولونية المشاركة منذ البداية في بناء هذه القوة الإقتصادية. بفضل هذا، سيكون لديهم فرصة للوصول إلى نقاط البيع في جميع أنحاء إفريقيا. ناهيك عن حقيقة أن المغرب على بعد 14 كيلومتراً فقط من أوروبا. كما أن حركات الهجرة هي أيضاً مساحة جيوسياسية إستراتيجية للإتحاد الأوروبي”، يوضح روبرت جوردزيجيك.
عندما سئل عن نتائج زيارة رجال الأعمال البولونيين إلى المغرب، وما إذا كان قد تم بالفعل إقامة علاقات أعمال واستثمار واعدة، يعتقد روبرت جوردزيجيك أنه “من السابق لأوانه الحديث عن التفاصيل. لقد تم إجراء اتصالات مباشرة تم تأسيسها، والتي يمكن أن تنتج ثمارها في المستقبل. أهم شيء بالنسبة للشركات البولونية الآن هو فتح باب المبيعات في السوق المغربية. في النهاية سيكون من الممكن نقل الإنتاج إلى هناك”.
وبحسب روبرت جوردزيجيك، فإن “شركة (FlyArgo)، المتخصصة في تكنولوجيا تصنيع طائرات الهليكوبتر خفيفة الوزن ذات الإستخدامات المتعددة، قد أعلنت بالفعل عن نيتها فتح مكتب تمثيلي في المغرب وتوظيف مهندسين مغاربة لتنفيذ مشاريع البحث والتطوير المشتركة في صناعة الطيران. تخطط (LUG)، وهي إحدى الشركات الأوروبية الرئيسية المصنعة لحلول الإضاءة الإحترافية، أيضاً لفتح مكتب تمثيلي في المغرب (…) تحدثنا ليس فقط عن تطور مبيعات الشركات البولونية في المغرب، ولكن كذلك عن إمكانية فتح قنوات المبيعات للشركات المغربية”.
كما سلط المسؤول البولوني الضوء على القوانين المغربية المحفزة على جذب كبار المقاولين والمستثمرين الأجانب، وفي مقدمتها النظام الضريبي المواتي لإقامة الإستثمارات ذات القيمة المضافة العالية.
وحرص روبرت جوردزيجيك على التأكيد بأن “المهمة الأولى أنجزناها وهي الآن وراءنا. ومع ذلك، يمكننا أن نرى أن الجانب المغربي قد تعامل مع الموضوع بكل جدية، وأظهر النطاق الكامل لفرص الإستثمار الموجودة في البلاد”، مشدداً على أن “المغرب سوق واعدة جداً للشركات البولونية”.
وقال جوردزيجيك إنه “مكان واعد جداً للعمل وجذاب للغاية بالنسبة لنا. ناهيك عن الظروف المناخية المثالية؛ شاطئ الداخلة هو جنة حقيقية لرياضة ركوب الأمواج شراعياً (….)، وسجل أن هذه “فرصة للشركات البولونية لتكون قادرة على المشاركة في طفرة الإستثمار في هذه المنطقة”.
وقال رئيس البعثة الإقتصادية البولونية في وقت سابق خلال زيارته للمغرب إن “إمكانات الأقاليم الجنوبية تجعل من الممكن انفتاح الاستثمارات البولونية على كل السوق الإفريقية”.
وفي تصريح صحفي عقب لقاء أعضاء البعثة البولونية مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أشار جوردزيجيك إلى أن زيارتهم للأقاليم الجنوبية “تؤكد إستراتيجية المغرب في تحفيز تنمية هذه المناطق”، وتتوج “عدة أشهر من التعاون مع سفير المملكة في وارسو السيد عبد الرحيم عثمون”.
وحول اختيار الأقاليم الجنوبية، أشار جوردزيجيك إلى أن الشركات البولونية ذهبت إلى هناك “بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنمية هذه المناطق واستراتيجية المغرب التي توفر فرصاً غير معروفة جيداً في بولونيا”.
للتذكير، فقد ضم وفد الشركات البولونية الخاصة على وجه الخصوص شركة (LUG)، إحدى الشركات الأوروبية الرئيسية المصنعة لحلول الإضاءة الإحترافية المتخصصة في تصنيع وحدات الإنارة الصناعية والبنية التحتية وكذلك في الإضاءة الزخرفية والإضاءة الداخلية للمباني ومناطق البيع والأشياء المعمارية، وشركة (FlyArgo) المتخصصة في تكنولوجيا تصنيع طائرات الهليكوبتر خفيفة الوزن للإستخدامات المتعددة بما في ذلك في الصناعة الصحية والزراعية، وشركة (Alumast) المختصة في إنتاج الهياكل الحاملة المركبة والأعمدة الكهربائية والإنارة والإتصالات، وشركة (EV Charge) لإنتاج محطات شحن السيارات الكهربائية، وشركة (Ogniochron) لتصنيع معدات ومواد مكافحة الحرائق، وشركة (Chimide) لإنتاج الحاويات المخصصة للسوق العسكرية والمدنية، وأيضاً للمستشفيات الميدانية وشاحنات الإطفاء ومعدات النقل واللوجستيات والتصنيع والتكيف (عالية التكنولوجيا) للإحتياجات الفردية.

شارك المقال
  • تم النسخ