المجهر24/إبراهيم .أ متابعة|
شكلت الدورة التاسعة والثلاثون لليوم الوطني للمهندس المعماري، التي نظمها المجلس الوطني للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة،أمس الثلاثاء بفاس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتعزيز النقاش حول الاحتباس الحراري وإشكالية المياه بالمغرب، والتبادل بشأن حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات الرئيسية.
وأكدت مديرة التعمير بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بدرية بنجلون، في كلمة خلال هذه الندوة التي عرفت مشاركة مهندسين معماريين وصناع قرار خبراء متخصصون ورؤساء منظمات مهنية دولية كبرى، من بينها الاتحاد الإفريقي للمهندسين المعماريين، والاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريين، واتحاد المهندسين المعماريين الفرنكوفونيين في إفريقيا .، على أن المغرب انخرط في مقاربة استباقية، من خلال مخططات جهوية لإعداد التراب، ومشروع “الاقتصاد الدائري للماء في الوسط الحضري” وأهمية القيام بمبادرات منسقة، وضرورة إدماج التدبير المستدام للمياه في التخطيط الحضري، في مواجهة الاستغلال المفرط للفرشة المائية والظواهر المناخية المتطرفة.
ودعت السيدة بنجلون إلى حكامة متعددة المستويات ومقاربة شاملة ينخرط فيها جميع الفاعلين المعنيين، فضلا عن تقوية القدرات والتكوين المستمر.
من جانبه، سلط مدير وكالة الحوض المائي تانسيفت، محمد الشتيوي، الضوء على محدودية البنيات التحتية التقليدية للصرف في مواجهة الفيضانات التي تتزايد حدتها، داعيا إلى تغيير المقاربة،من خلال اعتماد التقنيات البديلة “التعويضية”من أجل تدبير مياه الأمطار.
وأكد السيد الشتيوي على أهمية اعتماد تصميم يتلاءم مع السياق المحلي، والصيانة الدورية من أجل ضمان نجاعة هذه التقنيات، وتتيح هذه الحلول، تجميع وتنظيم تدفقات المياه بدلا من تصريفها، وبالتالي تقليل الضغط على شبكات الصرف.
من جهته، قدم المسؤول عن مشروع “المخطط الوطني للتكيف مع تغير المناخ والصندوق الأخضر للمناخ” ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، السيد جلال المعطى، الإطار الوطني للتكيف مع التغيرات المناخية، أهمية إنجاح التكيف، الذي يتطلب التآزر بين المخططات الجهوية لإعداد التراب، ومخططات التكيف والتنمية القادرة على الصمود إزاء تغير المناخ، من أجل أخذ الرهانات المناخية في إعداد التراب بعين الاعتبار بالشكل اللازم، مؤكدا على أهمية التخطيط الجهوي، لاسيما من خلال إدماج التكيف في مخططات التنمية الجهوية لخمس جهات رائدة.
جدير بالدكر، أن هذا الموعد السنوي، الذي تم إرساؤه تخليداً للخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، يوم 14 يناير 1986 بمراكش، اندرج هذه السنة في سياق يتسم بحالة طوارئ بيئية ويركز على الدور المحوري للمهندسين المعماريين في الانتقال نحو تنمية مستدامة، مع استعراض المقاربات المبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالإجهاد المائي والتدبير الطاقي.