المجهر24|
في جلسة افتراضية لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية ،ناقشت تطورات الوضع في ليبيا ،أبلغ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، مجلس الأمن الدولي ثلاثة رسائل عبر فيها عن “قلق وخيبة أمل، ودعوة المملكة المغربية للتعبئة” في مواجهة التدهور المستمر للوضع في ليبيا.
وقال السيد بوريطة في تدخل له خلالهذه الجلسة،إن المغرب يعبر عن “رسالة قلق” إزاء التدهور المستمر للوضع في هذا البلد على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي والإنساني ، “والذي لم يحد منه وباء فيروس كورونا المستجد”،وعن “خيبة أمل”،لكون النوايا الحسنة للمجتمع الدولي متوفرة ، “فيما إرادته السياسية مفقودة” يضيف الوزير بوريطة،ومؤكدا على ضرورة “التحلي بالواقعية والبراغماتية في التعامل مع الوضع”، معتبرا أن ” تناسل المبادرات يأتي بنتائج عكسية”.
وشدد السيد بوريطة على أن “ليبيا ليست مجرد بلد جار للمغرب. إنها دولة شقيقة نتقاسم وإياها تاريخا مشتركا وروابط ومصالح ومصيرا واحدا”.
وتابع السيد بوريطة قائلا ، ” ليبيا ليست أصلا للتجارة الدبلوماسية، والتدخلات الأجنبية لا تخدم مصالح ليبيا ولا تساعد الفرقاء الليبيين على الارتقاء فوق مصالحهم الخاصة إلى المصلحة المشتركة لجميع الليبيين”.
ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى “التعبئة” لترجمة الإجماع الدولي إلى إجراءات قوية وملموسة، مشددا على أن الحل “يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا، وأن يأتي من الليبيين أنفسهم، ويضمن وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية”.
وقال السيد بوريطة في هذا الصدد، “إن اتفاق الصخيرات ليس مثاليا، لكن لا يوجد بديل ملائم على الطاولة،ويجب تعديل مقتضياته وتحيينها من قبل الأشقاء الليبيين”، معتبرا أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تظل أداة مهمة ينبغي تعزيزها وإعادة هيكلتها.
وذكر السيد بوريطة أن 2356 شخصا لقوا مصرعهم في ظرف سنة واحدة في ليبيا ، من بينهم 400 مدني، مفيدا أن عدد النازحين واللاجئين في تزايد مستمر، وأن ليبيا تضم أزيد من 400 ألف نازح داخليا وحوالي 50 ألف من اللاجئين أو طالبي اللجوء.
وأشار الوزير بوريطة ، إلى أن الانخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يقدر بنسبة 58.7 بالمائة سنة 2020 ، فيما يتوقع ارتفاع معدل التضخم بنسبة 22 بالمائة، مؤكدا أيضا أن الوضع الأمني ينذر بالخطر في ظل وجود جماعات مسلحة خارجة عن السيطرة وميليشيات وعناصر إرهابية.
وخلص إلى القول : ” بالنسبة لنا، ليبيا ليست مجرد قضية دبلوماسية. استقرارنا وأمننا يرتبط بالوضع في ليبيا”.