المجهر24/العيون|
أكد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري،خلال مهرجان خطابي،احتضنه قصر المؤتمرات بالعيون، وعرف حضور باشا مدينة العيون السيد هشام بومهراز، وعدد من المنتخبين، والأعيان والمقاومين، أن معركة الدشيرة تعتبر حلقة ذهبية ترصع سلسلة الأمجاد والملاحم البطولية دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة، التي تحققت بفضل النضال المستميت للعرش والشعب، والذي تكلل بالمسيرة الخضراء المظفرة وإنهاء الوجود الأجنبي بالأقاليم الجنوبية.
وأبرز السيد الكثيري، في كلمة له خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بمناسبة تخليد الذكرى الـ66 لمعركة الدشيرة والـ48 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، أن هذا الحدث التاريخي يخلد لأروع صور الشجاعة والشهامة والبطولة، التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير، ملحقين خلال هذه الموقعة الغراء هزيمة كبرى بقوات الاحتلال الأجنبي المدعمة بأحدث العتاد الحربي والطائرات الحربية.
وذكر بأن هذه الواقعة البطولية جاءت بعد أيام قليلة من استقبال جلالة المغفور له محمد الخامس لوفد من القبائل الصحراوية المغربية بمحاميد الغزلان سنة 1958، حيث دعاهم في خطابه التاريخي الى ضرورة التحرك لتحرير الصحراء المغربية، مقدما جلالته كل الدعم للمجاهدين والوطنيين بهذه الربوع.
وقال إن “مواقف أبناء الصحراء المغربية، وهي حينئذ تحت الاحتلال الاسباني، ثابتة وفي أوج الوطنية الخالصة والوفاء للمقدسات ولروابط البيعة، إذ بادروا للانخراط بكل طواعية في صفوف منظمات المقاومة والخلايا الفدائية، مساهمين بعزم وإقدام وإصرار في معركة التحرير التي تكللت بالنصر المبين والعودة المظفرة لجلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه إلى أرض الوطن، حاملا مشعل الحرية والاستقلال، وداعيا إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر، عازما على تحقيق الوحدة الترابية المقدسة “.
وبحسب المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، تمضي المملكة بخطى تابثة في تعزيز ورش الجهوية المتقدمة التي أراد لها جلالة الملك أن تكون نقلة نوعية في مسار الديموقراطية الترابية، في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا رائدا وناجحا للجهوية المتقدمة بما يؤهلها لممارسة صلاحيات واسعة، ويعزز تدبيرها الديموقراطي لشؤونها المحلية في سياق ترسيخ مسار ديموقراطي ناجع وخلاق يؤمن إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي جنوب الصحراء.
وعرف هذا المهرجان، تكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، الذين أخلصوا للوطن وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله، وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة وأرامل المتوفين منهم ، في سياق العناية الموصولة بالفئات الاجتماعية بهذه المناسبة الغالية عرفانا بما أسدوه خدمة للدين والعرش والوطن.
وتجدر الاشارة أن السيد مصطفى الكثيري ،قام صباح اليوم ،رفقة والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد عبد السلام بكرات، وعدد من المقاومين، والمنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، بزيارة لمقبرة الشهداء بجماعة الدشيرة، للترحم على أرواح الشهداء، وعلى روح جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه آنذاك في الكفاح الحسن الثاني طيب الله ثراهما، ولفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بهذه الجماعة.
كما تم، بمناسبة، تخليد هاتين الذكريين إعطاء انطلاقة مشروع تهيئة مركز جماعة الدشيرة ، والذي تطلب غلافا ماليا قدر ب 4 ملايين و625 ألف و 790 درهم ،
ويشمل هذا المشروع تعبيد الطرق وتزويد المركز بالإنارة العمومية، وتهيئة الأرصفة والتبليط ، بالإضافة الى عملية التشجير.