
في عالمٍ تُحكم فيه الكلمات، وتُشترى المواقف، وتُختبر النزاهة عند كل منعطف، تبقى الصحافة الحرة أقوى من القيد، وأبقى من الطغيان، وأعمق من أي محاولات للإسكات. ليس الحديث عن الصحافة مجرد تأملٍ في مهنة، بل هو تأملٌ في ضمير مجتمعي، في سلطة شعبية تحمي الحقيقة، وتدافع عن الوعي، وتُشكل وجدان الأفراد.
لكن، هل نحن نعيش حقًا عصر حرية الصحافة؟ أم أننا نكتفي بمظاهرها دون جوهرها؟ ما قيمة الاحتفال بيوم حرية الصحافة بينما يقبع صحفيون في المعتقلات، ويقتل أخرون ، وتُحجب الأخبار، ويُجبر الإعلام على أن يكون انعكاسًا لمن يتحكم بالخيوط؟
الكلمة ليست رفاهية. الكلمة سلطة. عندما تُقال كما يجب، تُغير مسارات، وتكشف المستور، وتقود المجتمعات نحو وعيٍ أعمق. الصحفي الذي يفهم هذه القوة لا يتعامل مع الأخبار باعتبارها مجرد وقائع تُسرد، بل باعتبارها مسؤولية تُحمل.
الصحفي ليس عدوًا لصناع القرار، بل شريك في بناء العدالة الاجتماعية ، ليدرك صناع القرار ، كل واحد من موقع مسؤوليته ، انك انت اليوم في السلطة، تتخذ قراراتك، تملك النفوذ، لكن غدًا قد تصبح مواطنًا يحتاج إلى من ينقل صوته، من يُدافع عنه، والى من يكشف مظلمته.
مهنة الصحافة ليست مواجهة بين طرفين، بل تكاملٌ لخدمة المجتمع، لضمان الحقوق، ولتكريس الديمقراطية الحقيقية، لكن، ماذا لو انقلبت المعادلة؟ ماذا لو استُخدم الإعلام كسلاحٍ يُوجه وليس كمنبرٍ يُنير؟ ماذا لو تحول الصحفي من ناقلٍ للحقيقة إلى صانعٍ للوهم؟ عندها، لا يعود الإعلام سلطة رابعة، بل يصبح أداةً في يد من يملك النفوذ والمال، يُزين الروايات، ويُعيد كتابة التاريخ كما يشاء.
نؤمن جميعا ان الصحفي الحقيقي لا يكتب لإرضاء أحد، بل يكتب ليخدم المجتمع، فليس كل من يملك منصة إعلامية يمارس الصحافة الصادقة، لأن الصحافة ليست مجرد نقلٍ للأحداث، بل مسؤولية أخلاقية تُفرض على من يختار أن يكون شاهدًا على عصره، وأن التصدي للفساد ليس خيارًا، بل واجبٌ مهني، وأن الصحفي الذي يخشى المواجهة، الذي يُحابي مقابل المكاسب، الذي يقبل الإملاءات، يُسهم في تحطيم أسس المهنة، ويُحوّل الإعلام من ساحةٍ للنقاش إلى ساحةٍ للبيع والشراء.
لندرك جميعا أن كل طاغية إلى زوال، وكل ممارسات القمع لا تدوم، لكن الصحافة، حين تكون حقيقية، تبقى، والصحفي الذي يقاوم، الذي يرفض الرضوخ، الذي يكتب بإيمانٍ، هو من يترك أثرًا لا يمحوه الزمن.
اخيرا وليس أخرا ، لكل الزميلات والزملاء من الصحفيين الشباب الذين بدأوا رحلتهم في عالم الكلمة الحرة، احملوا أقلامكم، واكتبوا، واصغوا للناس، وكونوا صوتهم حين يُغيَّب، والصحافة ليست مجرد مهنة، إنها موقف، إنها مواجهة، إنها التزامٌ بقول الحقيقة مهما كانت التحديات.
لنتنفس جميعا الأمل رغم الألم، فالكلمة الحرة لا تُسجن، والصحافة النزيهة أقوى من أي محاولة لإخمادها.
دمتم اوفياء الكلمة الحرة ولنبل رسالة الصحافة وكل يوم عالمي لحرية الصحافة ونحن بألف خير.
مزيد من التوفيق والنجاح بعون الله و قدرته
وانا يا اخي ابراهيم معك ويقول لك محمد صبير الكلمة تبقى خالدة مهما حاولنا تغيير معانيها الحقة وانت تعلم اخي ابراهيم انني سميت الكلمات بالملغومة لانها فعلا تنفجر في وجه من لا يحترمها ومن لا يقدرها ويعطيها حقها لتوجد وتؤدي مهمتها والكلمة او الكلمات غالبا ما تنفجر في وجه من لم يفهمها زمن خلال هذا المفهوم عنونت اخي ابراهيم ديواني بكلمات ملغومة وقد سبق لجريدتكم ان نشرت بعض فصائده ايام زمان وتحية لك ولكل من يقدر الكلمة