|الحك مايفكع|

الصحراء ..الآن تحققت تنمية المجال .. وماذا عن الإنسان ؟

  • بقلم: إبراهيم أبهوش.

نظمت بالصحراء المغربية ولسنوات طويلة،أنشطة مناسباتية وصفت بالحيوية الكبرى، شملت تنظيم ندوات وملتقيات وحوارات وطنية ومحاضرات ونقاشات محلية وجهوية ومنتديات اقتصادية واعلامية بغية دراسة حاجيات الانسان والمجال لمعرفة الأولويات وتنزيل الانتظارات بعدما شرح الواقع واستشرفت الآفاق لتحقيق تنمية شاملة مستقلة عن ضرع الدولة الذي أنهك بما يكفي…

ويبقى أبرز ما مكن من انجاح هذه الأنشطة، هو أنها جمعت خيرة أبناء هذا الوطن من مغاربة وأجانب منظمون أو مشاركون، يحدوهم الأمل في تنزيل ما خرجوا به من توصيات على أرض الواقع ،خلصت في مجملها الى أن احتياجات الإنسان أهم وأولى من احتياجات المجال،وأن المجال يبنى على الضروريات المواكبة للإحتياجات… لكن بالرغم من كل هذه التوصيات فلا شيء تحقق على أرض الواقع الاقتصادي ولاشيْ تغير في الأوضاع الاجتماعية للإنسان ، ولازال ضرع الدولة يستنزف !!

وحتى لايقال أننا سودوايون، فإنه لايمكننا أن ننكر مجهودات الدولة، التي تجندت بشكل كبير لتنمية المجال بالمغرب الصحراوي، لإدراك مافات هذه الأقاليم من فوارق، بفعل ضياع الزمن التنموي ، لعدة عوامل جيوسياسية واقتصادية فرضت نفسها على الحكومات المتعاقبة، وبالرغم من كل هذه العوامل والظروف القاهرة التي فرضت نفسها على الإنسان المغربي” الصبور بطبعه ” بفعل مبدأ الواجب الوطني تجاه صحرائنا الغالية ، وبغية تحقيق التنمية الشاملة الموعودة لمختلف أقاليم وجهات المغرب،والتي كان دستور2011 أحد مرتكزاتها، كما لايمكن أن ننكر أن تنمية المجال تحقق، وهو فعل ملموس من خلال بنيات تحتية مهمة، لكن لاتوازيها قدرة اقتصادية للساكنة وقوة اجتماعية تكاملية على المستويين المحلي والجهوي ، تراعي التكامل بين العرض والطلب المستجيب للإنتاجية المشجعة على جلب الاستثمارات مع خلق فرص للشغل الدامجة للانسان المحلي في مجاله الطبيعي … فلاشغل تم توفيره ولا مال استثمر في مشاريع تنموية تخدم احتياجات الإنسان، اللهم ما صرفته الدولة من إمكانات مادية فاقت خلال السبع سنوات الماضية 77مليار درهم.

اليوم وبعد خطة الطريق التي رسم معالمها خطاب المسيرة  بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون،هل ستتغير المخططات المألوفة وهل ستتم الاستجابة لانتظارات الآلاف من الشباب العاطل بهده الأقاليم ؟ تم هل ستحترم معايير التوزيع العادل للثروة  مستقبلا بعد 47 سنة من الانتظارية؟ وهل سيتم القطع مع مافات من سوء تدبير واختلال لعشرات السنين؟ وهل لهؤلاء المسؤولين من سلطات ومنتخبين ما يكفي من الجرأة للاعتراف بكل الأخطاء التي لا تنسجم والنموذج التنموي القديم ولا حتى الجديد، بعد كل ما ارتكب من أخطاء وسوء فهم وتقدير،تجسد في تهميش الإنسان القادر على إنتاج التروة والحيلولة دون نجاحه بمساعدته على العيش الكريم بدعم مشاريعه المدرة للدخل وحمايته من غول الباطرونا المتوحشة التي استولت على كل شيئ (…) بما فيه السطو على فكرة مشروع صغير لشاب حالم بتنزيله !!

وبعد كل ما عرجنا على ذكره، ألم يحن الوقت بعد لتحقيق اندماج كلي وشامل بين تنمية الإنسان والمجال على جميع المستويات الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والاعلامية والجمعوية وغيرها،والوصول بنا الى صفاء الخواطر بانخراط شامل لكل المجتمع المحلي بساكنته وباشراف من مختلف الفاعلين في إطار الحقوق المكفولة دستوريا ؟
خاصة بعد أن قالها ملك البلاد صراحة وبكل جرأة ، احتراما لكل مكونات الشعب المغربي:”إلا أننا ندرك بأن البنيات التحتية،والإصلاحات المؤسسية، على أهميتها، لا تكفي وحدها”.
وأضاف : “ذلك أن بعض المواطنين قد لا يلمسون مباشرة تأثيرها في تحسين ظروف عيشهم، وتلبية حاجياتهم اليومية، خاصة في مجال الخدمات الاجتماعية الأساسية، والحد من الفوارق الاجتماعية، وتعزيز الطبقة الوسطى”.
 أسئلة كثيرة تواجهنا بها جميعا ساكنة هذه الربوع من هذا الوطن العزيز، تستلزم ادارجها ضمن أولويات مخططات واستراتيجيات أحزاب التغول الثلاثي المشارك في تسيير وتنزيل الأوراش الكبرى والالتزامات الحكومية، وفي تدبير الشأن العام وطنيا و محليا وجهويا وأيضا في مدى قدرتها(الحكومة) على تجاوز المقترحات التقليدية المبنية على التوصيات و الولاءات في إسناد المهام ؟

فإلى متى سيظل بعض المسؤولين عن المؤسسات العمومية ، وبعض المنتخبين كلا من موقعه، بعيدون عن انتظارات الساكنة من الذين ائتمنوا على رعاية شؤونهم والنظر بصدق وأمانة  في طلباتهم واحتياجاتهم ، فالوطن وكل الوطن سيظل يسائلهم عن مدى وفائهم  لقسم المسيرة الخضراء ، والصحراء تسائلهم أيضا.. الآن تحققت تنمية المجال .. فماذا عن الإنسان وعن كسب القلوب ؟