التنمية البشرية بسيدي إفني : جهود متواصلة للنهوض بتمدرس الفتاة القروية

المجهر24|

 تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها سنة 2005، جهودها الحثيثة للمساهمة في دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي في كافة المستويات التعليمية، وخاصة بالوسط القروي عبر إحداث وتهيئة وتجهيز دور الطالب والطالبة كفضاءات للإيواء تضطلع بدور كبير في تسهيل ولوج تلاميذ العالم القروي للتعليم.

وعلى صعيد إقليم سيدي إفني، تساهم دور الطالب والطالبة في تمكين التلاميذ بالعالم القروي من مواصلة دراستهم في أفضل الظروف، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتشجيع تمدرس الفتاة بالوسط القروي.

ففي جماعة تيغرت التابعة لدائرة لخصاص، وعلى بعد حوالي 130 كلم عن مركز سيدي إفني، يتواجد وسط هذه الجماعة الترابية فضاء “دار الفتاة” التي أنجزتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن وانطلق العمل بها سنة 2011، وذلك في إطار مجهودات النهوض بالتمدرس عبر تقريب التلاميذ من مؤسساتهم التعليمية وتحسين شروط التمدرس.

وفي هذا السياق، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤخرا، بإعادة تجهيز هذا الفضاء الذي تشرف على تسييره (جمعية الخير لتسيير ورعاية دار الطالبة تيغرت)، باقتناء أفرشة وأغطية ومعدات خاصة بالمطبخ وتجهيز قاعة للمطالعة والاعلاميات، بغلاف مالي يبلغ 200 ألف درهم بموجب اتفاقية شراكة بين الجمعية واللجنة الاقليمية للتنمية البشرية في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري وبالأجيال الصاعدة ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة (2019-2023).

وتستقبل هذه البنية الاجتماعية 100 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 12 و18 سنة وينحدرن من جماعات تيغرت وبوطروش وسبت النابور وأبضر وأنفك، حتى يتمكن من متابعة دراستهن، وذلك في احترام تام للتدابير الوقائية للحد من تفشي جائحة كورونا.

وتضم دار الفتاة تيغرت، التي تتكون من طابقين تم بناؤهما وفق تصميم معماري كفيل بضمان رفاه وراحة المستفيدات، عدة مرافق، من بينها قاعات للنوم ومطبخ ومطعم، إضافة إلى قاعة للمطالعة وقاعة للإعلاميات ومرافق إدارية وغيرها.

وحسب المشرفين على دار الفتاة، فإن هذا المشروع يعد نموذجا حيا لبنية تحتية تتوخى تشجيع تمدرس الفتاة بالوسط القروي عبر تقديم خدمات الإيواء والإطعام والتأطير والدعم الاجتماعي والتربوي.

وأبرز رئيس جمعية الخير لتسيير ورعاية دار الطالبة المكلفة بتدبير دار الفتاة تيغرت، امبارك لشكر، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المؤسسة استفادت، مؤخرا، من تجهيزات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستساهم في تجويد الخدمات المقدمة للمستفيدات.

كما ثمن الجهود المبذولة من قبل المبادرة التي تسعى في فلسفتها، يضيف رئيس الجمعية، إلى محاربة الهدر المدرسي في صفوف التلميذات بالوسط القروي وتعميم التمدرس لدى الفتاة القروية.

وفي تصريح مماثل، أكدت مديرة “دار الفتاة” مليكة أخرواش، الدور الهام الذي تضطلع به هذه المؤسسة الاجتماعية خدمة لفتيات العالم القروي باعتبارها كفضاء يسهل تمدرسهن وتقريبهن من المؤسسات التعليمية.

ومن جهته، قال رئيس مصلحة برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم سيدي إفني، عبدالوهاب عابدين، أن تجهيز “دار الفتاة” تيغرت يندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، التي يتم من خلالها تجهيز وتهيئة وبناء دور الطالب والطالبة بهدف محاربة الهدر المدرسي ودعم التمدرس بالعالم القروي وخاصة في صفوف الفتيات في الوسط القروي.

وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي، فقد تمت برمجة 12 مشروعا، منها ما أنجز ومنها ما هو في طور الانجاز، بغلاف مالي يفوق 16 مليون درهم خلال الفترة 2019-2020 في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة من المبادرة.

وتتوزع هذه المشاريع على عدة محاور، منها دعم التعليم ومحاربة الهدر المدرسي من خلال برمجة، كمرحلة أولى، مشروع تهيئة 11 دارا للطالب والطالبة بإقليم سيدي إفني بتكلفة مالية تقدر بمليوني درهم، وكذا مشروع اقتناء 10 حافلات للنقل المدرسي (3.5 مليون درهم).

وفي إطار دعم التعليم الأولي، تم إحداث 26 وحدة تغطي أغلب الجماعات الترابية بالإقليم بتكلفة قاربت 8.5 مليون درهم همت التهيئة والتجهيز والتكفل بمصاريف التسيير.

كما تمت، في إطار تعزيز الحس الفني والتكنولوجي لدى الأطفال والشباب، برمجة مشروع تجهيز قاعتين للتفتح الفني والتكنولوجي بجماعتي سيدي إفني ولخصاص (400 ألف درهم)، ومشروع اقتناء تجهيزات لفائدة المدرسة العتيقة سيدي امحمد أويدير بجماعة أبضر (200 ألف درهم).

وبخصوص دعم صحة الأم والطفل، تمت برمجة مشروعين، الأول يهم بناء دار للولادة بجماعة أيت الرخا (1 مليون درهم) يروم تقريب الخدمات الطبية من النساء الحوامل بالعالم القروي، فيما يشمل المشروع الثاني اقتناء تجهيزات طبية لفائدة دور الولادة بالإقليم (600 ألف درهم).

وتهدف مجمل هذه المشاريع إلى الاهتمام بالرأسمال البشري وبالطفولة المبكرة، تماشيا مع فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة.

المصدر: ومع (أحمد الكرمالي)

شارك المقال
  • تم النسخ